Skip to main content

يعاني العائدون إلى مدينة القصير في ريف حمص الغربي بسورية أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب الخدمات والحاجة إلى مأوى، نتيجة التدمير الذي تعرضت ونتج من عمليات القصف والتخريب التي نفذتها قوات نظام الأسد المخلوع والمليشيات الموالية لها خلال السنوات الماضية. واستعان كثيرون عادوا من لبنان إلى المنطقة بخيام سبق أن استخدموها في مخيمات، لكن معظمها متضرر ولا يمكن أن تتحمّل الشتاء.

قال عبد الإله سرّي، من أهالي مدينة القصير: “الدمار الكبير في المدينة، ولا يستطيع الأهالي ترميم المنازل وإصلاحها على نفقتهم باعتبار أن ظروفهم المعيشية صعبة، والعمل في الأراضي الزراعية شبه متوقف والبطالة متفشية، كما قُطعت غالبية الأشجار المثمرة التي كانت مصدر رزق للسكان، وتعاني المنطقة الجفاف وعدم توفر مياه الري”.

وأوضح محمد عبد الهادي، الذي عاد إلى المدينة أخيراً، أن نسبة التدمير تتجاوز 80% والذي يشمل أيضاً بلدات تابعة لها، من بينها الزراعة والبويضة الشرقية والحميدية وجوسية. وقال لـ”العربي الجديد”: “لم تدمر البيوت بسبب القصف فقط، بل تعرضت لنهب جعلها بلا نوافذ وشبكات مياه وكهرباء. وضعنا بطانيات على النوافذ ونظفنا الركام كي نمكث في المنزل، في حين تحولت بيوت عائدين إلى ركام وأنقاض فوضعوا خياماً يقيمون فيها حالياً، وهم ينتظرون إعادة الإعمار”.

وطالب أحمد الحمصي، من سكان المدينة، بتحسين ظروف المعيشة في المنطقة، خصوصاً الكهرباء، وقال لـ”العربي الجديد”: “نهِبت معظم كابلات توصيل الكهرباء في الأحياء، وأيضاً محولات الكهرباء، ونرجو من المنظمات والجهات الحكومية أن تلبي مطالبات بتوفير كهرباء وسكن”. تابع: “يريد البعض فتح بقاليات في الصيف، ويحتاجون إلى برادات. وفي الشتاء لن تنفع ألواح الطاقة، فساعات التغذية التي توفرها قليلة جداً. وهذه الأحوال تُعيق الاستقرار لدى الأهالي الذين يعانون أيضاً أزمة مياه بسبب الجفاف، في وقت أن هناك أحاديث عن تخفيف ضخ المياه. أيضاً هناك حاجة ملحة إلى ترميم غالبية المدارس تقريباً، وقد تعهد بعض المسؤولين بتنفيذ ذلك، لكن أي شيء لم يحصل حتى الآن، علماً أن المدينة تضم مدرستين حالياً تستوعبان نحو 45 تلميذاً في الشعبة الواحدة”. وتحدث أيضاً عن ضرورة توفير خيام للناس، وطرح تنفيذ جهات استثمارية مشاريع سكنية.

والأسبوع الماضي، وزعت منظمة الهلال الأحمر السوري لوازم لإيواء 4096 عائلة في ريف القصير وبلدة مهين بريف حمص، وتضمنت حرامات وفرشات وحصراً وسلل مطبخ وأوعية مياه وشوادر، وذلك بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اترك تعليق

AR